هل أصيب أحد أفراد عائلتك بجلطة دماغية؟ تعد الجلطات الدماغية أحد الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب تدخلًا فوريًا، فكل ثانية تمر على مريض الجلطة الدماغية يفقد أعدادًا كبيرة من خلايا مخه التي قد يعاني إثرها إعاقات جسدية أو كلامية فيما بعد.
لذا سنوضح في إيجاز علاج الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر من المخ، ودور جلسات العلاج الطبيعي في استعادة وظائف الدماغ المفقودة.
متى يصاب الشخص بالجلطة الدماغية في الجانب الأيسر؟
تحدث الجلطة الدماغية حينما ينقطع تدفق الدم إلى الجانب الأيسر من الدماغ، ومن ثم يُحرَم الجزء المصاب من الأكسجين والغذاء، وتبدأ خلاياه في الموت خلال دقائق.
وينتج عن الإصابة فقدان الوظائف المسؤولة عنها هذه المنطقة، فعادةً ما يسبب تعرض الجانب الأيسر من الدماغ للجلطة مشكلات في الكلام والتواصل والحركة في الجانب الأيمن من الجسم.
ما الذي يؤدي إلى الإصابة بجلطة دماغية؟
يوجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالجلطة الدماغية تشمل:
- ارتفاع ضغط الدم: يعد من أبرز العوامل المؤثرة؛ إذ يزيد الضغط العالي من خطر تلف الشرايين وتمزقها
- أمراض القلب: يمكن أن تؤدي الاضطرابات القلبية مثل الرجفان الأذيني إلى تكوّن جلطات دموية تنتقل إلى الدماغ.
- التدخين: يسبب التدخين تلف الشرايين ويزيد من خطر تصلبها.
- ارتفاع الكوليسترول: يؤدي إلى تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين، ما يعيق تدفق الدم إلى أنسجة المخ.
- مرض السكري: يزيد من احتمالية تلف الأوعية الدموية.
- السمنة: ترفع السمنة من ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.
علاج الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر خلال الساعات الأولى
تصبح الثواني ثمينة حينما يتعرض المريض لجلطة في الدماغ، لذا لا بد من علاج الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر في أسرع وقت لتقليل المضاعفات المحتملة.
ويعتمد العلاج على استخدام الأدوية التي تذيب الجلطات، مثل “منشطات البلازمينوجين النسيجي” التي تُعطى للمريض عن طريق الوريد؛ لإذابة التجلط وتحسين تدفق الدم، ويُفضل أخذها في غضون 3-4 ساعات من بدء الأعراض للحصول على أفضل النتائج.
قد يتطلب علاج الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر أيضًا تدخلًا جراحيًا، وذلك بإدخال قسطرة إلى الأوعية الدموية في الدماغ وتوجيهها إلى مكان التجلط لإزالته مباشرة.
العلاجات التأهيلية.. جزء أساسي من علاج الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر
تبدأ مرحلة التأهيل كجزء من علاج الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر بعد استقرار حالة المريض وتخفيف الأعراض الحادة، وهي جزء مهم من العلاج يساعد في استعادة الوظائف التي فقدها الدماغ جرّاء انقطاع الأكسجين والغذاء عنه، وتشمل:
- العلاج الطبيعي: يساعد العلاج الطبيعي في استعادة القدرة على الحركة والتوازن، وذلك بتدريب العضلات المتضررة وتحسين مرونتها، ما يعيد للمريض القدرة على الحركة.
- برامج تأهيلية: لمساعدة المريض على استعادة قدرته على أداء الأنشطة اليومية كالأكل وارتداء الملابس بصورة مستقلة.
- إعادة تأهيل اضطرابات الكلام: إذ قد يحتاج بعض المرضى إلى اختصاصيي تخاطب لاستعادة القدرة على الكلام.
- العلاج النفسي: يعد الدعم النفسي جزءًا أساسيًا من العلاج؛ إذ قد يعاني بعض المرضى القلق والاكتئاب بعد الجلطة.
تعرف أيضا علي: سبب عدم القدرة على المشي فجأة.
الأدوية المستخدمة لمنع تكرار الجلطات الدماغية
يصف الطبيب بعض الأدوية بصورة أساسية للوقاية من تكرار الجلطات، وتشمل:
- مضادات التخثر: تساعد الأدوية المضادة للتخثر، مثل الوارفارين على تقليل فرصة تشكل جلطات جديدة، خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون مشكلات في القلب.
- مضادات الصفائح الدموية: تساعد هذه الأدوية مثل الأسبرين على تقليل التصاق الصفائح الدموية ببعضها، ما يمنع تكوّن الجلطات.
- الأدوية الخافضة لضغط الدم: يستخدم هذا النوع من الأدوية للحفاظ على ضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية، ومن ثم تقليل خطر حدوث جلطات أخرى.
- الأدوية الخافضة للكوليسترول: تساعد هذه الأدوية في تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم، ما يقلل من احتمالية حدوث تصلب للشرايين.
تعرف أيضا علي: أعراض الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر.
بخلاف الأدوية.. كيف يمكن الوقاية من تكرار الجلطة الدماغية؟
تعد الوقاية جزءًا مهمًا بعد التعافي من الجلطة، لذا يجب على المرضى الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة ومتابعة الطبيب بانتظام، ويُنصح أيضًا بما يلي:
- الإقلاع عن التدخين: إن كان المريض مدخنًا، فاستمراره على هذه العادة السيئة ما هو إلا إصرار على تكرار الإصابة بالجلطة الدماغية؛ لأن التدخين يقلل من تدفق الدم للدماغ.
- التحكم في ضغط الدم: يساهم الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي في الوقاية من تكرار الجلطات.
- النشاط البدني المنتظم: إذ تساهم الحركة في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض خطر تكوّن الجلطات، لذا يوجه المرضى إلى بدء تمارين بسيطة والتدرج في زيادتها تحت إشراف المعالج الطبيعي.
- التغذية السليمة: إذ يُنصح باتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والألياف، مع تجنب الأطعمة الدهنية التي ترفع نسبة الكوليسترول.
وفي الأخير، يمكنك تصفح موقعنا الإلكتروني مركز نيوروفيت إن رغبت في معرفة مزيد عن فوائد العلاج الطبيعي والبرامج التأهيلية في علاج الجلطات الدماغية.