قد يشعر بعض الأشخاص بألم خفيف في الركبة عند صعود السلالم أو الجلوس لفترات طويلة، ولا يعيرونه أهتمامًا ظنًا بأنه مجرد ألم عابر، لكن مع مرور الوقت يزداد هذا الألم ويعيق حركتهم وقدرتهم على أداء الأنشطة اليومية، مثل المشي والصلاة.
وها هي الخشونة تبدأ بأعراض بسيطة تتطور تدريجيًا حتى تصل إلى مرحلة تُفقد المفصل وظيفته إذا لم تُعالج مبكرًا، ولهذا السبب خصصنا مقالنا التالي للتعرّف إلى درجات خشونة الركبة، إذ تتطلب كل درجة منها نهجًا مختلفًا في العلاج؛ لكي لا تتفاقم.
كيف تُحدد درجات خشونة الركبة؟
تُحدد درجات خشونة الركبة بناءً على عدّة عوامل يتوصل إليها الطبيب من خلال الآتي:
نتائج الفحص بالأشعة السينية
تُساعد الأشعة السينية على تحديد درجات خشونة الركبة، إذ تُظهر:
- مدى تضيق المسافة بين عظام المفصل.
- النتوءات العظمية.
- تشوهات المفصل إن وجدت.
نتائج الفحص بالرنين المغناطيسي
يطلب الطبيب الفحص بالرنين المغناطيسي لتقييم حالة الأنسجة اللينة، مثل الغضروف والأربطة والكشف عن وجود التهابات أو سوائل في المفصل.
الأعراض السريرية
تحديد درجة خشونة الركبة لا يعتمد فقط على نتائج الأشعة، إذ يؤخذ في الاعتبار أيضًا ما يشعر به المريض، فقد تُظهر الأشعة تغيرات متقدمة في المفصل بينما تكون الأعراض بسيطة أو العكس، لذا يسأل الطبيب المريض عن:
- مستوى الألم الذي يُعانيه.
- مدى تأثر الحركة من جهة المشي وصعود السلالم.
- أوقات الشعور بتيبس المفصل.
- مدى تأثير الألم في النوم والأنشطة اليومية.
قد يهمك التعرف علي مزيد من المعلومات حول: اسباب خشونة الركبة
كم درجة لخشونة الركبة؟
تنقسم درجات خشونة الركبة تبعًا للعوامل السابق ذكرها إلى أربع درجات، هي:
-
الدرجة الأولى
تحدث تغيرات بسيطة في مفصل الركبة تتضمن تآكل طفيف في الغضروف وظهور نمو عظمي صغير.
لا يشعر المرضى في هذه المرحلة بألم ملحوظ وتكون الأعراض بسيطة، مثل تيبّس الركبة صباحًا أو بعد الجلوس مدة طويلة.
-
الدرجة الثانية
تقل مرونة الغضروف وتضيق المسافة بين العظام، مما يؤدي إلى شعور المرضى بألم خفيف، خاصةً بعد بذل المجهود أو الوقوف طويلًا.
-
الدرجة الثالثة
قد تظهر تغيرات واضحة في شكل الركبة نتيجة تآكل الغضروف، وحينها يشتد الألم ويصبح مستمرًا، كذلك تقل قدرة المفصل على الحركة.
-
الدرجة الرابعة
يتآكل الغضروف بالكامل وتحتك العظام ببعضها، ما يسبب ألمًا دائمًا حتى في أثناء الراحة، مع صعوبة في المشي أو ثني الركبة.
ربما قد يهمك التعرف علي مزيد من المعلومات حول: تمارين لخشونة الركبة لكبار السن
علاج خشونة الركبة
يختلف علاج طبيعي لخشونة الركبة من شخص لآخر تبعًا لدرجة الإصابة كما يلي:
علاج خشونة الركبة الدرجة الأولى
قد لا تتطلب الدرجة الأولى من درجات خشونة الركبة علاجًا، لكن قد يوصي الطبيب ببعض النصائح، منها:
- إنقاص الوزن إذا كان المريض يعاني السمنة؛ وذلك لتخفيف الضغط على المفصل.
- ممارسة تمارين تقوية لعضلات الفخذ والساق.
- تناول بعض المكملات الغذائية.
- استخدام كمادات دافئة على الركبة.
علاج خشونة الدرجة الثانية
تشمل وسائل العلاج المساعدة، مثل استخدام الدعامات لتثبيت المفصل، بالإضافة إلى حشوات الأحذية الطبية التي تسهم في إعادة توزيع الضغط على الركبة وتخفيف الحِمل عليها.
وقد يحتاج بعض المرضى إلى تناول مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول بالتزامن مع العلاجات غير الدوائية، كالتمارين الرياضية وإنقاص الوزن.
وينبغي الانتباه إلى أن الاستخدام المُطول لمسكنات الألم قد يؤدي إلى مضاعفات صحية، مثل قرحة المعدة أو مشكلات في القلب والأوعية الدموية أو تلف الكبد والكلى، لذا من الضروري اتباع تعليمات الطبيب بشأن استخدامها وعدم تجاوز الجرعة أو مدة تناولها المحددة.
علاج خشونة الركبة الدرجة الثالثة
عندما تصير العلاجات التحفظية غير فعّالة في تخفيف أعراض خشونة الركبة، قد يلجأ الطبيب إلى حَقن الكورتيزون بالمفصل المُصاب؛ لتخفيف الألم والالتهاب.
وقد يستمر تأثير حُقن الكورتيزون لمدة شهرين أو أكثر حسب حالة المريض ومدى استجابته، ويُمكن تكرار الحَقن على ألا يتجاوز ثلاث إلى أربع مرات في السنة، فقد أظهرت الدراسات أن الإفراط في تلك الحُقن قد يؤدي إلى زيادة تلف المفصل.
وبالإضافة لحقن الكورتيزون، توجد عدّة تقنيات فعالة في علاج خشونة الركبة الدرجة الثالثة، من بينها:
- حُقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية “PRP”: تقنية تتضمن حَقن البلازما في المفصل بعد استخلاصها من عينة دم المريض، ما يساعد على تحفيز عملية الشفاء الطبيعية.
- حَقن الخلايا الجذعية: تمتلك الخلايا الجذعية القدرة على التحول إلى خلايا غضروفية تسهم في ترميم الأنسجة المتضررة بالمفصل.
- العلاج بالتبريد لتسكين الألم: تقنية يستخدم خلالها درجات حرارة منخفضة؛ للحد من إشارات الألم التي يُرسلها المفصل.
علاج خشونة الركبة من الدرجة الرابعة
يُعدّ استبدال مفصل الركبة -سواء الكلي أو الجزئي- علاجًا فعالًا في الحالات المتقدمة من خشونة الركبة، وتحديدًا الدرجة الرابعة.
ورُغم أن فترة التعافي من هذه الجراحة قد تمتد لبضعة أسابيع أو أشهر، تُحقق نتائج مُرضية للغاية، خاصةً مع الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي.
قد يهمك التعرف علي إجابة سؤال: هل خشونة الركبة لها علاج
كيف نمنع تفاقم درجات خشونة الركبة؟
للحد من تطور درجات خشونة الركبة، ينبغي الالتزام بخطة علاجية بناءً على توجيهات الطبيب واتباع أسلوب حياة صحي يتضمن ما يلي:
- إنقاص الوزن الزائد؛ لتقليل الضغط على المفصل وتحسين حركته.
- ممارسة تمارين خشونة الركبة وفقًا لإرشادات الطبيب، وتشمل تمارين تقوية عضلات الفخذ والسباحة وركوب الدراجات.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة أو ثني الركبة بوضعيات خاطئة، مثل القرفصاء أو الجلوس على الأرض.
- استخدام العكاز أو مشدات الركبة في الحالات التي تستدعي ذلك.
- اتباع نظام غذائي غني بفيتامين “D” والكالسيوم ومضادات الأكسدة؛ لدعم صحة المفاصل، وتجنب الأطعمة التي تزيد الالتهاب، مثل الوجبات السريعة أو الغنية بالدهون المُهدرجة والسكريات.
- المتابعة الدورية مع الطبيب لتقييم حالة المفصل باستمرار وتعديل خطة العلاج حسب الحاجة.
خلاصة القول في درجات خشونة الركبة، تتطور الخشونة بصورة تدريجية، لكن يساعد العلاج المبكر والالتزام بالتعليمات السابقة على منع تفاقم الإصابة والحفاظ على صحة المفصل.
للحصول على برنامج علاج طبيعي مخصص لدرجة خشونة الركبة التي تُعانيها، يُمكنك التواصل مع مركز الدكتور أحمد ياسين عبر الأرقام الموضحة أدناه.