إلى أي أم جديدة، لفت انتباهها تقوس ساقي طفلها للخارج من عند الركبتين، و تسائلت بقلق “هل هذا أمر طبيعي؟ أم يحتاج الأمر إلى تدخل طبي؟” ذلك الشعور فطري للغاية نابع من قلب حنون يحرص على سلامة أبنائه.
لذا خصصنا مقالنا التالي لنسرد لكِ أهم المعلومات حول تقوس القدمين عند حديثي الولادة وسببه الرئيسي تفصيلًا.
ما سبب اعوجاج رجل الطفل الرضيع؟
في أثناء نمو الجنين داخل الرحم، يتخذ وضعية منحنية نظرًا لضيق المساحة، ما يؤدي إلى انحناء عظام ساقيه للخارج، وتُعرف هذه الحالة بالتقوس الفسيولوجي “physiologic genu varum”.
هل تقوس الساقين عند الرضع طبيعي؟
يُعدّ تقوس القدمين عند حديثي الولادة والرضع أمرًا طبيعيًا، فكما أشرنا أعلاه هي حالة فسيولوجية تحدث لجميع الأجنة، وعادةً ما تستقيم الساقين من تلقاء نفسها ما بين عمر 11 و18 شهرًا، وقد تستغرق وقتًا أطول قليلًا يصل إلى عامين.
أمّا إذا استمر التقوس لأكثر من ذلك العمر، حينئذ يُنذر بوجود مشكلة صحية في عظام الطفل، مثل:
- الكساح الذي يحدث نتيجة نقص الكالسيوم وفيتامين د في الجسم، ما يؤدي إلى ضعف وليونة العظام.
- مرض بلاونت “Blount’s Disease”، وهو اضطراب في النمو يشيع انتشاره بين الأطفال الذين يعانون زيادةً في الوزن أو بدأوا المشي مُبكرًا.
- التئام كسور عظام الساقين على نحو غير سليم يؤدي إلى انحنائها للخارج.
- التسمم بمادة الفلورايد أو الرصاص.
ولعلك تتساءلين الآن “ما هي العلامات التي تُشير إلى وجود تقوس في ساقي الطفل يحتاج إلى علاج؟”
كيف أعرف أن طفلي عنده تقوس في الساقين يتطلب العلاج؟
عزيزتي الأم، نوضح لكِ فيما يلي أهم علامات تقوس الساقين التي تتطلب فحص الطفل لدى متخصص للحصول على علاج:
- زيادة تقوس الساقين مع التقدم في العمر بدلًا من تلاشيه تدريجيًا، فتلاحظين زيادة المسافة بين مفصلي الركبة في أثناء وقوف الطفل وضم الكاحلين.
- تعثر الطفل عند المشي أو الجري مع أصدقائه.
- شكوى الطفل من ألم في مفصل الورك أو الركبتين، أو بكاؤه دون سبب واضح عند الحركة إذا كان صغيرًا في السن ولا يستطيع التعبير عما يشعر به بوضوح.
ربما قد يهمك التعرف علي مزيد من التفاصيل حول: اسباب تقوس الظهر عند الرضع.
كيف يُعالَج تقوس القدمين عند الأطفال؟
لا يحتاج تقوس القدمين عند حديثي الولادة علاجًا، بينما الأطفال الأكبر سنًا فينبغي تصحيح التقوس لديهم من خلال الوسائل التالية:
- ارتداء الجبائر أو الدعامات حول الساقين للمساعدة على تقويم العظام في أثناء النمو.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د والكالسيوم في حال كان سبب التقوس الإصابة بالكساح.
- الجراحة خاصةً إذا لم تُفلح الوسائل السابقة في علاج التقوس عند الاطفال، وتهدف إلى إعادة تشكيل عظام الساق وتثبيتها بشرائح ومسامير حتى تنمو بصورة مستقيمة.
- العلاج الطبيعي قد يُوصف بمفرده أو بعد الخضوع للجراحة، وتتمثل وظيفته في تقوية عظام الساقين وتقليل الشد العضلي الناجم عن التقوس.
ونوّد التنبيه هنا على ضرورة تلقى الطفل للعلاج في سن صغير؛ لضمان نمو عظام ساقيه على نحوٍ صحيح وحمايته من عديد من المشكلات النفسية التي قد يتعرض إليها مُستقبلًا بسبب التقوس، مثل التنمر على مظهره وفقدان الثقة بالنفس.
ربما قد يهمك التعرف علي مزيد من المعلومات حول: تمارين لتقوية الاعصاب عند الاطفال
هل يُمكن حماية الطفل من الإصابة بتقوس الساقين؟
نعم، رُغم أن تقوس قدم المولود حالة فسيولوجية طبيعية تختفي تلقائيًا بحلول سن 3 إلى 4 أعوام على الأكثر، تلعب رعاية الأبوين دورًا في منع استمرارها مع تقدم الطفل في العمر، لذا يُوصيهم الأطباء بالآتي:
- الحرص على تناول الطفل الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، فهما يساعدان على تقوية العظام ومنع تقوسها.
- تشجيع الطفل على اتباع نظام غذائي صحي؛ لتجنب السمنة التي تزيد من فرص الإصابة بالتقوس.
- تجنب بدأ المشي في سن مُبكر والانتظار حتى تقوى عظامه.
الخلاصة..
تقوس القدمين عند حديثي الولادة أمر طبيعي للغاية؛ لكنه يُنذر بوجود مشكلة صحية تحتاج إلى تدخل طبي إذا استمر لأكثر من عامين، وفي هذه الحالة ينبغي فحص الطفل على يد طبيب مختص والالتزام بجلسات العلاج الطبيعي التي تُسهم بنسبة كبيرة في تعزيز قوة عظامه.
ومن أفضل المراكز المتميزة في تصحيح تقوس الساقين عند الأطفال بالعلاج الطبيعي، مركز نيوروفيت الذي يرأسه الدكتور أحمد ياسين -أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل- الحاصل على دكتوراه إكلينيكية في العلاج الطبيعي لأمراض المخ والأعصاب من جامعة القاهرة، ودبلومة التأهيل من منظمة إصابات الحبل الشوكي الدولية.
لحجز موعد مع الدكتور أحمد ياسين بمركز نيوروفيت، اتصلوا بنا على الأرقام الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني، ولمزيد من المعلومات حول الخدمات التي يُقدمها المركز، يُمكنكم مطالعة مدونتنا الطبية.