يُعد العلاج المائي أحد أشكال العلاج الطبيعي، وفيه يُستخدم الماء لتعزيز الشفاء وتحسين الصحة العامة، وهو ليس توجهًا علاجيًا حديثًا، بل قديمًا للغاية إذ استخدم منذ العصور القديمة.
ويساعد العلاج المائي في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات الصحية، بما في ذلك الآلام العضلية والمفصلية والإصابات الرياضية ومشكلات الدورة الدموية، وحتى التوتر والقلق.
ما هو العلاج المائي؟
العلاج المائي هو استخدام الماء لتحفيز عمليات الشفاء الطبيعي في الجسم، وذلك من خلال الغمر في حمامات الماء الساخن أو البارد، أو الجلوس في غرف البخار أو تطبيق الكمادات المائية، وحتى في السباحة أو التمارين المائية، ويختلف نوع العلاج بناءً على الحالة المرضية وتوصيات الطبيب المتابع.
ما أنواع العلاج المائي؟
تتنوع انواع العلاج المائي، وتشمل ما يلي:
- حمامات الماء الساخن: إذ يُغمر المريض في حمام ماء ساخن بدرجات حرارة تتراوح ما بين 33-37 درجة مئوية، وذلك لتخفيف التوتر وتحفيز استرخاء العضلات.
- حمامات الماء البارد: تُستخدم حمامات الماء البارد في تقليل الالتهابات وتخفيف الألم، وعادةً ما تُستخدم بعد النشاط الرياضي المكثف أو في حالات الإصابات الحادة.
- العلاج بالبخار: ويعتمد على التعرض للبخار الساخن الذي يساعد في تحسين التنفس، وفتح مسام الجلد والتخلص من السموم.
- التمارين المائية: وتشمل السباحة والتمارين البدنية التي تُمارس داخل الماء، إذ تمتاز الماء بمقاومتها التي تساعد في تحسين القوة العضلية، وذلك دون إحداث ضغط كبير على المفاصل.
- كمادات الماء الساخن والبارد: تُستخدم الكمادات المبللة بالماء الساخن أو البارد لتخفيف الألم في مناطق معينة من الجسم، وبصورة واسعة في الحالات التي تتطلب تخفيف التورم أو الألم الموضعي.
فيمَ يستخدم العلاج المائي؟
يقدم العلاج المائي مجموعة واسعة من الفوائد الصحية للجسم والعقل، ما يجعله وسيلة علاجية فعالة للكثير من الحالات الطبية والنفسية، ومن ضمن هذه الفوائد ما يلي:
تخفيف الألم وتحسين الحركة
إذ وُجد أن الماء الدافئ يعمل على توسيع الأوعية الدموية، ومن ثم يحسن تدفق الدم إلى العضلات والمفاصل، وتخفيف الألم الناتج عن الإصابات أو الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل.
تحسين صحة القلب والأوعية الدموية
تساعد التمارين المائية في تحسين صحة القلب والدورة الدموية، فالماء يوفر مقاومة طبيعية خلال التمرين، وهذا يعزز صحة القلب ويزيد تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم.
تحسين التنفس
يمكن أن يكون العلاج المائي -وخاصة النوع الذي يشتمل على البخار كما ذكرنا سابقًا-، مفيدًا للأشخاص الذين يعانون مشكلات في الجهاز التنفسي مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية، فالتعرض للبخار الدافئ يفتح المجاري التنفسية، ما يسهل التنفس.
تعزيز الاسترخاء والتخفيف من التوتر
يُعد الماء الدافئ مهدئًا طبيعيًا للجسم والعقل، لذا فالغمر في حمام ساخن أو ممارسة التمارين في الماء الدافئ يساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، عبر خفض إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وزيادة مستوى هرمونات الإندورفينات، وهي مواد كيميائية طبيعية تُحسن الحالة المزاجية وتقلل الألم.
تقليل الالتهابات والتورم
يُستخدم العلاج بالماء البارد -سواء كان حمامات باردة أو كمادات باردة- بصورة واسعة لتخفيف الالتهابات والتورم، لأن البرودة تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، ما يقلل من تدفق الدم إلى المنطقة المتورمة ويحد من الانتفاخ.
تحسين قوة العضلات والقدرة على التحمل
يوفر الماء بيئة مقاومة أكثر من الهواء الطلق، لذا فممارسة التمارين داخل المياه يساعد في تقوية العضلات بصورة أكثر فعالية مع تقليل الضغط على المفاصل، ما يجعلها مثالية للأشخاص الذين يعانون إصابات أو حالات تتطلب تأهيلًا جسديًا.
تحفيز الشفاء من الإصابات الرياضية
تُستخدم التمارين المائية على نطاق واسع في إعادة تأهيل الرياضيين بعد الإصابات، فالماء يقلل من وزن الجسم بصورة طبيعية، مما يسمح للرياضيين بممارسة التمارين دون التأثير سلبًا في المفاصل أو العضلات المصابة، ومن ثم يساهم هذا في استعادة القوة والمرونة بصورة أسرع.
تنظيم ضغط الدم
يساعد الانتقال بين الماء الساخن والبارد في تنظيم ضغط الدم، فالمياه الساخنة تؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية، مما يخفض ضغط الدم، بينما يساعد التعرض للمياه الباردة في تقليص الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم، وهذا التناوب قد يكون وسيلة لعلاج الأشخاص الذين يعانون مشكلات في ضغط الدم.
دعم الصحة العقلية والعاطفية
لا تقتصر أهمية العلاج المائي على الجانب الجسدي، فيمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة العقلية، إذ يُستخدم الماء كوسيلة للاستجمام والتخلص من الضغوط اليومية، وتحفيز مشاعر السعادة والاسترخاء، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون القلق أو الاكتئاب، أو الإجهاد.
تعرف أيضا علي: العلاج المائي للانزلاق الغضروفي.
هل العلاج المائي مناسب لجميع الحالات؟
على الرغم من أن العلاج المائي يُعد آمنًا في الغالب، هناك بعض الحالات التي يجب أن تحذر منه مثل:
- مرضى القلب: لأن الاستحمام في ماء ساخن قد يزيد الضغط على القلب، لذلك يُنصح بتجنب هذا النوع من العلاج حتى استشارة الطبيب.
- الأشخاص الذين يعانون مشكلات جلدية حادة: الأشخاص الذين يعانون مشكلات جلدية مثل الجروح المفتوحة أو التهابات الجلد، يجب أن يتجنبوا العلاج المائي لتجنب تفاقم الحالة.
- الحوامل: يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدام العلاج المائي للنساء الحوامل، إذ قد تؤثر درجات الحرارة المرتفعة في الجنين.
ما هي أشهر مراكز العلاج المائي في مصر؟
انتشرت مراكز العلاج المائي في مصر وأصبحت جزءًا أساسيًا من برامج إعادة التأهيل للعديد من المرضى، خاصة أولئك الذين يعانون إصابات رياضية أو أمراض مزمنة، وتعتمد هذه المراكز على حمامات السباحة المخصصة للتمارين وغرف البخار، لضمان تحقيق أقصى استفادة من العلاج المائي.
لذا نوصيك بزيارة مركز نيوروفيت إن كنت تبحث عن افضل مركز علاج طبيعي في مصر يستخدم أحدث البرامج العلاجية، ويشرف عليه طاقم من خبراء العلاج الطبيعي والتأهيل على مستوى مصر والشرق الأوسط.