إذا خضعت للتو لعملية الرباط الصليبي، فلا شك أنك تعلم أن الجراحة لم تكن سوى بداية الطريق، وأن أمامك مرحلة دقيقة لا تقل أهمية عن الجراحة نفسها وهي العلاج الطبيعي، هل تعلم أن إهمال هذه المرحلة قد يُعيدك إلى نقطة الصفر، بينما الالتزام بها يمنحك حياة طبيعية كما لو أنك لم تُصاب من الأساس!
في هذا المقال، نأخذك في رحلة متكاملة لفهم أهمية العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي، مشيرين إلى التوقيت المناسب للبدء وأهم التمارين.
متى يبدأ العلاج الطبيعي بعد جراحة الرباط الصليبي؟ وما أهميته؟
عند الإجابة عن سؤال “متى يبدأ العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي؟”، نجد أنه عادةً ما يبدأ من اليوم الأول بعد الجراحة أو اليوم الذي يليه مباشرة وفي هذه المرحلة المبكرة، يهدف العلاج إلى إعادة تأهيل الركبة لتستعيد قوتها وثباتها وقدرتها على الحركة وذلك عن طريق:
- تقليل التورم.
- السيطرة على الألم.
- تنشيط تدفق الدورة الدموية إليها.
- منع تيبّس المفصل.
ويُنصح بالحركة المبكرة بعد العملية تحت إشراف الطبيب المختص في العلاج الطبيعي، لتسريع الشفاء ومنع المضاعفات.
ولا شك أن العلاج الطبيعي في هذه الحالات لا يقتصر فقط على التمارين البسيطة، بل يُصمم برنامج متكامل لكل مريض يضم مراحل عدة بناءً على عمره ونوع الجراحة التي خضع لها ودرجة الإصابة.
مراحل العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي
يمر العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي بعدة مراحل، تبدأ مباشرة بعد الجراحة وتستمر حتى استعادة القدرة على الحركة بصورة طبيعية، وتختلف كل مرحلة عن الأخرى في أهدافها وتمارينها، ويجب تنفيذها تحت إشراف مختص لضمان تحقيق أفضل نتائج ممكنة.
فيما يلي نظرة شاملة على أبرز هذه المراحل:
المرحلة الأولى (من اليوم الأول حتى الأسبوع الثاني)
تهدف هذه المرحلة إلى تقليل التورم والحد من الألم وتحفيز الحركة المبكرة للركبة، وذلك من خلال عدة أساليب تشمل:
- وضع كمادات الثلج على الركبة عدة مرات يوميًا.
- مع رفع القدم وربط الركبة بضمادات مرنة.
- ممارسة تمارين المشي الخفيفة لتحريك المفصل وتنشيط عضلات الفخذ.
المرحلة الثانية (الأسبوع الثالث إلى السادس)
تُركز هذه المرحلة على تحسين مدى حركة الركبة بالكامل وتقوية العضلات المحيطة بها واستعادة التوازن العضلي، وخلالها يبدأ المريض في المشي بدون عكازات تدريجيًا.
المرحلة الثالثة (من الأسبوع السابع إلى الثالث عشر)
في هذه المرحلة، يزداد التركيز على إعادة المريض إلى مستوى نشاطه اليومي قبل الإصابة وتشمل تمارين العلاج الطبيعي حينئذ تمارين المقاومة وتمارين التوازن.
المرحلة الرابعة (من الشهر الرابع حتى السادس)
تُعرف هذه بمرحلة “العودة إلى الرياضة”، وفيها تتحسن السرعة والقوة وخفة الحركة ويظل المريض تحت إشراف صارم لفترة قبل السماح له بالعودة الكاملة للأنشطة الرياضية.
كم عدد جلسات العلاج الطبيعي للرباط الصليبي؟
يتراوح عدد جلسات العلاج الطبيعي في حالات الرباط الصليبي ما بين 20 إلى 40 جلسة في المتوسط، موزعة على فترة تمتد من 4 إلى 6 أشهر، بمعدل 2 إلى 3 جلسات أسبوعيًا، وقد تزيد أو تقل حسب حالة المريض واستجابته للعلاج.
فوائد الالتزام ببرنامج العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي
إن الالتزام بالبرنامج التأهيلي بعد جراحة الرباط الصليبي يُوفر فوائد متعددة تتجاوز مجرد تخفيف الألم، بل تُمهد الطريق لعودة آمنة وفعالة للحياة الطبيعية أو النشاط الرياضي ومن أبرز هذه الفوائد:
- تقليل خطر عودة الإصابة.
- تحسين القوة والتوازن.
- استعادة مدى الحركة الطبيعي.
- استعادة الشعور بالأمان والثقة عند استخدام الركبة مجددًا.
نصائح لنجاح العلاج الطبيعي
لا يكفي فقط حضور الجلسات لتحقيق أفضل نتائج من العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي، بل يجب اتباع أسلوب منضبط طوال فترة التأهيل يعتمد على تطبيق مجموعة من النصائح المهمة التي تُسرع التعافي وتُقلل فرص الانتكاس، ومن أبرزها:
- عدم تفويت أي من الجلسات المقررة.
- أداء التمارين المنزلية بانتظام، فهي تكمل دور الجلسات وتعزز من قوة العضلات واستقرار المفصل.
- تجنّب التسرع في العودة إلى النشاط البدني أو الرياضي قبل الحصول على الموافقة الطبية.
- المتابعة المستمرة مع الطبيب لمراقبة التقدم وتعديل التمارين حسب الحاجة.
خلاصة القول، يمثل العلاج الطبيعي بعد عملية الرباط الصليبي حجر الأساس في رحلة الشفاء، إذ يقلل من مخاطر المضاعفات ويضمن عودة آمنة للنشاط اليومي أو الرياضي.
لضمان التعافي التام بعد عملية الرباط الصليبي، لا تتردد في زيارة مركز الدكتور أحمد ياسين، والذي يُعد من افضل مركز علاج طبيعي في مصر، للحصول على الرعاية التي تستحقها خلال هذه المرحلة المصيرية.
