إذا كانت طبيعة عملك تقتضي منك الجلوس ساعات طويلة على المكتب، فمن المحتمل أنك شعرت بآلام الرقبة أو تيبسها ولو لمرة، فالجلوس لفترة طويلة بوضعية غير صحيحة قد يؤدي إلى الإصابة بغضروف الرقبة.
ونظرًا لانتشار هذه المشكلة بين العاملين على المكاتب والأشخاص الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بكثرة، قررنا أن نتحدث في هذا المقال عن أعراض غضروف الرقبة وعلاجه حتى يكون هؤلاء الأشخاص على وعي بها وما ينبغي عليهم فعله عند معاناتها.
ما غضروف الرقبة؟
تنفصل فقرات الرقبة عن بعضها البعض بغضاريف مرنة تمتص الصدمات وتمنع احتكاك العظام ببعضها، ولأسباب عديدة منها العمل المكتبي لساعات طويلة دون تغيير وضعية الجسم أو الانحناء المستمر لاستخدام الهاتف أو الكمبيوتر، قد تنزلق أو تتآكل هذه الغضاريف مسببة مجموعة من الأعراض التي تؤثر في القدرة على القيام بالمهام اليومية.
ما هي أعراض غضروف الرقبة؟
قد تختلف أعراض غضروف الرقبة من شخص لآخر على حسب درجة الإصابة وموقع الغضروف المتضرر ، إلا أنها تشمل ما يلي:
آلام الرقبة
آلام الرقبة التي تزداد سوءًا عند تحريك الرقبة أو الجلوس في وضعية غير مريحة من أكثر أعراض غضروف الرقبة شيوعًا بين الموظفين الجالسين على المكاتب.
وأحيانًا، قد يمتد الألم من الرقبة إلى الكتفين والذراعين، وربما يشعر الشخص بوخز أو تنميل في الذراعين والأصابع، يؤدي إلى ضعف الإحساس أو فقدان القدرة على إمساك الأشياء بإحكام.
تيبس وتصلب الرقبة
الشعور بعدم القدرة على تحريك الرقبة بحرية بعد الجلوس لساعات طويلة منهمكًا في العمل أو صباحًا بعد الاستيقاظ من النوم.
الصداع المتكرر
قد يكون الصداع المتكرر أحد أعراض غضروف الرقبة، ويحدث ذلك نتيجة ضغط الغضروف على الأعصاب في الرقبة.
سماع صوت طقطقة عند تحريك الرقبة
قد يسمع المصابون بغضروف الرقبة صوت طقطقة عند تحريك الرقبة، ما يشير إلى تآكل الغضروف واحتكاك الفقرات ببعضها.
جدير بالذكر أنه في بعض الحالات تكون أعراض غضروف الرقبة مجرد شيء عابر لا يدعو للقلق، إلا أنه عند استمرار الألم لأكثر من أسبوعين أو الشعور بالدوخة أو فقدان التوازن بصورة متكررة أو معاناة ضعف في عضلات الذراعين والكتفين، فإن الأمر يستدعي استشارة طبيب مختص لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.
كيف يُعالج غضروف الرقبة؟
تتوفر عدة علاجات لغضروف الرقبة، يحدد الطبيب المناسب منها للمريض تبعًا لشدة الأعراض، وتشمل:
- الأدوية مثل مسكنات الألم ومضادات الالتهاب ومرخيات العضلات.
- العلاج الطبيعي بما في ذلك تمارين تقوية الرقبة والكتفين وجلسات التدليك لتخفيف الشد العضلي.
- استخدام الكمادات الباردة والساخنة لتقليل الألم والتورم.
- العلاج بالتردد الحراري وهي تقنية حديثة تعتمد على إرسال موجات كهرومغناطيسية إلى الأعصاب الملتهبة عبر إبرة دقيقة موجهة بواسطة الأشعة فوق الصوتية، لمنع هذه الأعصاب من نقل إشارات الألم إلى المخ.
- التدخل الجراحي في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى وتشمل إزالة الغضروف التالف أو تثبيت الفقرات.
إليك الإجابة علي سؤال: هل الانزلاق الغضروفي له علاج؟
سبل الوقاية من أعراض غضروف الرقبة
الوقاية من أعراض غضروف الرقبة تتطلب اتباع نمط حياة صحي يخفف الضغط على الفقرات العنقية، ويقلل من عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، ويتمثل ذلك فيما يلي:
- تحسين وضعية الجسم
يجب الحفاظ على استقامة العمود الفقري في أثناء الجلوس أو الوقوف، والتأكد من أن الرأس مستقيمًا لا يميل إلى الأمام أو الخلف.
- ممارسة التمارين بانتظام
تساعد التمارين الخفيفة مثل تمارين الإطالة وتمارين تقوية عضلات الرقبة والكتفين، في تحسين المرونة وتخفيف تيبس العضلات.
- تجنب الإجهاد المتكرر
تقليل الحركات المتكررة التي تتطلب الانحناء أو الالتفاف المفاجئ للرقبة، إذ قد تؤدي هذه الحركات إلى زيادة تآكل الغضاريف.
- النوم على وسادة طبية
اختيار وسادة طبية تدعم الانحناء الطبيعي للرقبة، والنوم على الظهر أو الجانب بوضعية مريحة يقللان الضغط على الفقرات العنقية.
- الحفاظ على وزن صحي
الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري، ما يزيد من احتمالية الإصابة بغضروف الرقبة.
ربما قد يهمك التعرف علي مزيد من المعلومات: أضرار العلاج الطبيعي للرقبة
نصائح لأصحاب الوظائف المكتبية لتخفيف ألم غضروف الرقبة
لتقليل خطر الإصابة بغضروف الرقبة لأصحاب الوظائف المكتبية أو تخفيف الألم، يجب اتباع النصائح التالية:
- حافظ على استقامة الظهر والرقبة مع إبقاء الأكتاف مسترخية.
- استخدم كرسي مريح يدعم انحناءات العمود الفقري مع إبقاء القدمين مستويتين على الأرض.
- ضبط ارتفاع شاشة الكمبيوتر في مستوى العين، حتى لا تحتاج إلى الانحناء أو رفع الرأس للنظر إليها.
- وضع لوحة المفاتيح والماوس في مستوى مريح للذراعين دون الحاجة لرفع الكتفين.
- أخذ استراحة قصيرة كل 30-45 دقيقة لتحريك الرقبة والكتفين، أو ممارسة تمارين الإطالة الخفيفة مثل تحريك الرقبة برفق من جانب إلى آخر وللأمام والخلف.
- استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الالتهاب أو الكمادات الدافئة لتحسين تدفق الدم وتخفيف التشنجات العضلية في حال الشعور بالألم.
- تخصيص 5-10 دقائق يوميًا لتمارين تمديد وتقوية الرقبة.
ربما قد يهمك التعرف علي مزيد من المعلومات حول: تمارين علاج غضروف الرقبة
تمارين منزلية بسيطة لتخفيف أعراض غضروف الرقبة
إليك بعض التمارين البسيطة التي يمكنك ممارستها في المنزل لتخفيف آلام الرقبة وتحسين مرونة العضلات:
- تمرين تمديد الرقبة
اجلس بصورة مستقيمة وأمِل رأسك ببطء إلى الجانبين، أبقَ على كل جانب لمدة 10-15 ثانية، وكرر التمرين 3-5 مرات لكل جانب.
- تمرين لفّ الرقبة
أدر رأسك ببطء في اتجاه عقارب الساعة لمدة 10 ثوانٍ، ثم عكس الاتجاه، يساعد هذا التمرين في تحسين مرونة الرقبة وتقليل التصلب.
- تمرين دفع الرأس للخلف
ضع يدك على جبينك واضغط رأسك للأمام بلطف مع مقاومة يدك، ثم قم بنفس الحركة ولكن مع وضع يديك خلف رأسك لدفعه للخلف، ويساعد هذا التمرين على تقوية عضلات الرقبة.
في الختام يمكن القول أن اتباع تلك النصائح التي ذكرناها في هذا المقال وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يساعد على تخفيف الألم ويقلل خطر تفاقم أعراض غضروف الرقبة لدى أصحاب المهن المكتبية، ولمزيد من الاستفسارات يمكنكم التواصل مع الدكتور أحمد ياسين من خلال الأرقام الموضحة بالموقع الإلكتروني، مع تمنياتنا لكم بدوام العافية.